شمس الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شمس الاسلام


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فرحتا الصائم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
salam

salam


ذكر عدد الرسائل : 23
العمر : 43
الموقع : مكتوب
العمل/الترفيه : دبلوم هندسي
تاريخ التسجيل : 16/09/2008

فرحتا الصائم Empty
مُساهمةموضوع: فرحتا الصائم   فرحتا الصائم Emptyالأربعاء سبتمبر 17, 2008 8:55 am

فرحتا الصائم:
وقوله صلى الله عليه وسلم: "وللصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه": أما فرحة الصائم عند فطره فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح، فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات، ثم أبيح لها في وقت آخر، فرحت بإباحة ما منعت منه، خصوصا عند اشتداد الحاجة إليه؛ فإن النفوس تفرح بذلك طبعا، فإن كان ذلك محبوبا لله كان محبوبا شرعا والصائم عند فطره كذلك، فكما أن الله تعالى حرم على الصائم في نهار الصيام تناول هذه الشهوات، فقد أذن له فيها في ليل الصيام، بل أحب منه المبادرة إلى تناولها في أول الليل وآخره، فأحب عباده إليه أعجلهم فطرا، والله وملائكته يصلون على المتسحرين. فالصائم ترك شهواته لله بالنهار تقربا إلى الله وطاعة له؛ ويبادر إليها في الليل تقربا إلى الله وطاعة له، فما تركها إلا بأمر ربه، ولا عاد إليها إلا بأمر ربه؛ فهو مطيع له في الحالين. ولهذا نهى عن الوصال في الصيام، فإذا بادر الصائم إلى الفطر تقربا إلى مولاه، و أكل وشرب وحمد الله؛ فإنه يرجى له المغفرة أو بلوغ الرضوان بذلك. وفي الحديث: "إن الله ليرضى عن عبده أن [لفظ "أن" سقط من آ،ش،ع.] يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها" [أخرجه مسلم (2734)] وربما استجيب دعاؤه عند ذلك، كما جاء في الحديث المرفوع الذي [خرجه ابن ماجه (1753) وإسناده صحيح]: "إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد". وإن نوى بأكله وشربه تقوية بدنه على القيام والصيام، كان مثابا على ذلك. كما أنه إذا نوى بنومه في الليل والنهار التقوى على العمل، كان نومه عبادة. وفي حديث مرفوع: "نوم الصائم عبادة" [أورده السيوطي في الجامع الصغير (9293)، وعزاه إلى البيهقي في "شعب الإيمان" عن عبد الله بن أبي أوفى، ورمز له بالضعف. وذكره القاري في "الأسرار المرفوعة (ص374": وقال: "رواه البيهقي بسند ضعيف عن عبد الله بن أبي أوفى"، وكذا الألباني في "ضعيف الجامع الصغير" (6/17)، (5984). وفي الحلية (5/83)، عن عبد الله بن مسعود وتمامه: "نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مضاعف، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور"]. قالت حفصة بنت سيرين: قال أبو العالية: "الصائم في عبادة ما لم يغتب أحدا وإن كان نائما على فراشه" [جاء مرفوعاً كما رواه الديلمي في "مسند الفردوس" برقم (3824) و(3825)، ورمز السيوطي وأوردهما الألباني في "ضعيف الجامع الصغير (3/278) و(279)]. قال: وكانت حفصة تقول: "يا حبذا عبادة وأنا نائمة على فراشي". خرجه عبد الرزاق. فالصائم في ليله ونهاره في عبادة، ويستجاب دعاؤه في صيامه وعند فطره، فهو في نهاره صائم صابر؛ وفي ليله طاعم شاكر. وفي الحديث الذي [خرجه الترمذي (2488)، وخرجه ابن ماجه (1769)، ورواه أحمد في "المسند" (2/283) و(289)، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه]. وغيره: "الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر". ومن فهم هذا الذي أشرنا إليه لم يتوقف في معنى فرح الصائم عند فطره؛ فإن فطره على الوجه المشار إليه من فضل الله ورحمته، فيدخل في قول الله تعالى: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون". ولكن شرط ذلك أن يكون فطره على حلال، فإن كان فطره على حرام كان ممن صام عما أحل الله، وأفطر على ما حرم الله، ولم يستجب له دعاء، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الذي يطيل السفر "يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك" [أخرجه مسلم (1015) وقوله: "يطيل السفر"، قال النووي في شرح مسلم: "معناه –والله أعلم- أنه يطيل السفر في وجوه الطاعات، كحج وزيارة مستحبة وصلة رحم وغيره ذلك]. وأما فرحه عند لقاء ربه فبما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخراً، فيجده أحوج ما كان إليه، كما قال تعالى: "وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا". وقال تعالى: "يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا". وقال: "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره". وقد تقدم قول ابن عيينة: أن ثواب الصائم لا يأخذه الغرماء في المظالم بل يدخره الله عنده للصائم حتى يدخله به الجنة. وفي المسند [(4/309)، ورواه أيضاً الطبراني في الكبير (17/284)، والحاكم في "المستدرك (4/309" على شرط الشيخين. وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد (5/305" وقال: "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، وفيه ابن لهيعة وفيه كلام". وتمامه: "فإذا مرض المؤمن، قالت الملائكة: يا ربنا! عبدك فلان قد حبسته، فيقول الرب: اختموا له على مثل عمله حتى يبرأ أو يموت". والمراد بالحبس: المنع من عمل الطاعة بالمرض]. عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "ليس من عمل يوم إلا يختم عليه". وعن عيسى عليه السلام، قال: إن هذا الليل والنهار خزانتان، فانظروا ما تضعون فيهما فالأيام خزائن للناس ممتلئة بما خزنوه فيها من خير وشر. وفي يوم القيامة تفتح هذه الخزائن لأهلها؛ فالمتقون يجدون في خزائنهم العز والكرامة، والمذنبون يجدون في خزائنهم الحسرة والندامة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فرحتا الصائم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شمس الاسلام :: القسم الاسلامي :: رمضانيات-
انتقل الى: