Admin Admin
عدد الرسائل : 46 تاريخ التسجيل : 13/09/2008
| موضوع: قصيدة البردة للبوصيري(3) الأربعاء سبتمبر 17, 2008 8:13 pm | |
| في مولده عليه الصلاة والسلام مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم أبان موالده عن طيب عنصره يا طيب مبتدأ منه ومختتم يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهم قد أنذروا بحلول البؤْس والنقم وبات إيوان كسرى وهو منصدعٌ كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم والنار خامدة الأنفاس من أسفٍ عليه والنهر ساهي العين من سدم وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتها ورُد واردها بالغيظ حين ظمي كأن بالنار ما بالماء من بلل حزناً وبالماء ما بالنار من ضرمِ والجن تهتف والأنوار ساطعةٌ والحق يظهر من معنى ومن كلم عموا وصموا فإعلان البشائر لم تسمع وبارقة الإنذار لم تُشَم من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُمْ بأن دينهم المعوجَّ لم يقمِ وبعد ما عاينوا في الأفق من شهب منقضةٍ وفق ما في الأرض من صنم حتى غدا عن طريق الوحى منهزمٌ من الشياطين يقفو إثر منهزم كأنهم هرباً أبطال أبرهةٍ أو عسكرٌ بالحصى من راحتيه رمى نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهما نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقم في معجزاته صلى الله عليه وسلم مولاي صلي وسلم دائماً أبدا على حبيبك خير الخلق كلهم جاءت لدعوته الأشجار ساجدة تمشى إليه على ساقٍ بلا قدم كأنَّما سطرت سطراً لما كتبت فروعها من بديع الخطِّ في اللقم مثل الغمامة أنَّى سار سائرة تقيه حر وطيسٍ للهجير حَم أقسمت بالقمر المنشق إن له من قلبه نسبةً مبرورة القسمِ وما حوى الغار من خير ومن كرم وكل طرفٍ من الكفار عنه عم فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما وهم يقولون ما بالغار من أرم ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على خير البرية لم تنسج ولم تحم وقاية الله أغنت عن مضاعفةٍ من الدروع وعن عالٍ من الأطُم ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به إلا ونلت جواراً منه لم يضم ولا التمست غنى الدارين من يده إلا استلمت الندى من خير مستلم لا تنكر الوحي من رؤياه إن له قلباً إذا نامت العينان لم ينم وذاك حين بلوغٍ من نبوته فليس ينكر فيه حال محتلم تبارك الله ما وحيٌ بمكتسبٍ ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهم كم أبرأت وصباً باللمس راحته وأطلقت أرباً من ربقة اللمم وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوته حتى حكت غرة في الأعصر الدهم بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بها سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العرمِ | |
|